محمد قدورة-السويد
نهاية محمد ترتقي نجماً في سماء الوطن، حكاية نهاية محمد ليست سيرة فرد تميز بخط متصاعد على امتداد عمرها النضالي المديد فحسب، إنها حكاية شعب وقضية، حكاية أرض ولجوء ومقاومة، حكاية تحرير وعودة، حكاية حرية ومساواة واستقلال، حكاية أطفال ينتمون بالولادة أو بالوراثة للحواضر الفلسطينية العامرة او المجتثة، طبريا الراقدة على كتف بحر الجليل، "لوبيا البلدة المبادة والمجاورة لسهل حطين الذي ردد صدى خيول صلاح الدين، فدانت له الدنيا وانفتحت له أبواب القدس. نهاية انتمت بإعتزاز إلى البلدتين وزادت على هويتها مجمل المدن والقرى ومخيمات اللجوء وأهلها، وبات هاجسها منذ كانت في عمر الزهور بأنه لا يحك جلد القضية إلا أظافر بناتها وأبنائها ببعد عربي وعمق إنساني.
وعيها المبكر دفعها لتكون إحدى لبنات تشييد قلعة الجبهة، وبالإضافة لدورها في تربية وتنشئة الأجيال الفلسطينية كمعلمة أكدت بالممارسة والتعبئة الدؤوبة على دور المرأة الفلسطينية كشريك نضالي أساس وعلى قدم المساواة، فساهمت في بناء وتطوير الإتحاد العام للمراة الفلسطينية من موقعها القيادي المتقدم فيه حتى الرمق الأخير. وكما كانت جديرة بتكليفها في بناء المنظمة النسائية الديمقراطية، فحاكت ورفيقاتها تلك السجادة غرزة فغرزة بصبر وتأن وعلى يمينها ويسارها عشرات المكافحات من درعا حتى مخيم النيرب ومنهن من تحولت الى أقمار في سمائنا، نهاية الجيوسي وانعام البطل، ليضئن سماء الرفيقات المثابرات من الأحياء، تلك السجادة التي امتدت لتغطي مساحات تواجد شعبنا.
وقد لعبت نهاية محمد دوراً قيادياً مميزاً في بناء منظمات الجبهة ومنظماتها الديمقراطية ولا سيما في إقليم سوريا فقد واكبت الرفيق الشهيد هشام أبو غوش في زمن البناء الجميل، وكانت إلى جانب حنكتها القيادية، جريئة مقدامة وكثيراً ما ظهرت بين الرفاق في خنادق الدفاع المتقدمة عن الثورة والشعب، وبرهنت على حكمتها في محطات التحدي المتعددة التي تعرض لها شعبنا. وفي خضم هذا الازدحام وتنوع المهمات كانت أمّاً ونعم الامهات. وأي متابع لآثارها يجد بصماتها في المؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية بشكل جلي حيث أنهكت جسدها النحيل كرمى عيون الوطن، فقري عيناً يا رفيقتي، فها أنت تندغمين في مجموعة درب التبانة مع رفاق عملت إلى جانبهم في كل مجالات النضال: خالد نزال، أبو الغضب، محمود خليفاوي وبشير زقوت، لتضيئوا لنا درب الخلاص والعودة.
عضو قيادة اتحاد لجان الجاليات
والناشط في حركة الـمقاطعة في أوروبا