سهام البرغوثي
سمعت عنها الكثير قبل لقائي معها، عن نضالها وكفاحها من أجل فلسطين وهي تصوب أعينها نحو الوطن، وتترجم حلمها بالعودة، بالعمل مع الجماهير الفلسطينية في مخيمات اللجوء، وحث النساء الفلسطينيات للإنخراط في صفوف الثورة الفلسطينية، فكان انطباعي عنها المناضلة النموذج للرائدات الفلسطينيات، وقد تعمق هذا الانطباع لدى لقائي معها للمرة الأولى في محطة نضالية بالغة التعقيد حين يختلف رفاق الدرب، فرغم الاختلاف في الرؤية السياسية والتنظيمية في ذاك الوقت لكنني لم اختلف معها، وازداد تقديري لنهاية الصلبة المتحدية والمدافعة عن قناعاتها السياسية، وبعد سنوات عملنا سوياً في العديد من المجالات التي تهم المرأة الفلسطينية، تعرفت على جوانب عديدة تكمن في شخصية نهاية المنسجمة مع ذاتها، الواثقة بقدرات وطاقات النساء الفلسطينيات، المتفانية في العطاء والحريصة على الوحدة النسوية رغم التباينات السياسية والفكرية لمكونات الحركة النسوية الفلسطينية، انطلاقا من ادراكها أن فلسطين للجميع وما تملكه من قدرات تنظيمية هائلة تشكل مدرسة بحد ذاتها تنهل منها الأجيال الشابة، وفي لقائي الأخير معها رغم معاناتها من المرض، وعدم قدرتها على التنفس تحدثت بصعوبة بالغة عن خطوات العمل المستقبلية، وعن ارتياحها الكبير لنتائج دورة المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الأخيرة، وهذا ما كان يشغل بال نهاية دائماً، القضية العامة بالدرجة الأولى، ثم القضية الذاتية وهذا ما تعلمناه من نهاية وسيبقى معنا في مشوارنا الطويل، حقاً إن رحيل نهاية شكل خسارة كبيرة للعمل الجماهيري المنظم وعزاؤنا أن نبقى أوفياء للإرث الذي تركته نهاية لنا.
عضوة المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)
عضوة المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية