منى الخليلي
بهدوء وصبر غادرتنا من هذه الدنيا، بعد مسيرة طويلة من الكفاح والنضال من أجل تحقيق أهداف شعبنا، وعلى وجه الخصوص تحقيق المساواة للمرأة الفلسطينية المناضلة. آمنت بقدرتها على العطاء وتحدي الصعاب عبر مسيرة شعبها. عايشت مرارة اللجوء وقساوة أن يعيش الإنسان خارج وطنه، وعاشت فرحة العودة للوطن التي طالما حلمت وحلمنا بها. ولكن هذه الفرحة ناقصة، لأنها لم تكتمل بتحقيق حلم الدولة ذات السيادة التي ترغب بها، وبالعودة لكل اللاجئين حتى يعيشوا فرحة الإحساس بأنهم في وطنهم.
ودعتِ الدنيا تاركةً تاريخاً نضالياً نفخر به جميعاً. تحملتِ المسؤولية بشجاعة الثوار. تعلمتُ منك التفكير ملياً قبل الحكم على الأمور. عملنا سوياً في الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية منذ عام 1985، حيث كنت أنا في تونس في مقر الأمانة العامة وكنتِ أنتِ في سوريا. وشاءت ظروف إبعادك عن سوريا أن تنتقلي لتونس ولبنان، وهنا تعاملنا عن قرب وعايشتُ قلقك واشتياقك لأطفالك، خصوصاً بُعدك عن طفلك أمجد. فكنتِ تجدين بإحتضانك لإبني عبود الذي كان بعمره، تفريغاً لمشاعر وحنان الأم.
عملنا سوياً في الاتحاد العام للمرأة، عبر هذه السنوات وبمحطات مختلفة، باختلاف أوضاعنا السياسية. ولكن التوافق كان السمة البارزة في عملنا، وقليلة هي القضايا التي اختلفنا عليها، ولكن دائماً كان العقل والمصلحة العامة هي المرجحة وهي المرجعية.
سأفتقدك يا أختي ورفيقتي وزميلتي نهاية، سأفتقدك عند كل محطة من عملنا. لكنك باقية بعقلي وقلبي، وستبقى روحك في كل اجتماع، وستستمر ذكراك في قلوبنا دائماً وأبداً.
أمينة سر الأمانة العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية