دلال سلامة
عرفناها قبل عودتها لارض الوطن هامة مميزةً وأحد أعمدةِ الفعل الواعي المدروس والمتجذر في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وفي النضال الوطني الفلسطيني. وبعودتها لأرض الوطن ... كان كل ما سمعناه وعرفناه قليل على إمرأة مناضله مسكونة بحبها لفلسطين... ضبطت ايقاع حياتها وحركتها وفعلها المستمر للنهوض بواقع المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها في مساريه النضالي الوطني والنسوي الاجتماعي، وكانت دائمة الفعل للحفاظ على اتحاد المرأة حاضنة للفعل النسوي وقيادته مهما تعدد وتنوع أو تباين.
أختي نهاية ... لروحك الطمأنينة ... أنكِ كنتِ أحد المناضلات القياديات اللواتي قُدن الاتحاد بعد 24عاماً لعقد مؤتمرة الخامس على ارض الوطن في 21 أيار 2009، حيث قطعتم المسافات ما بين محافظات الوطن الحبيب أنتِ وأخواتك المناضلات في الأمانه السابقة برئاسة الأخت أم محمود "سلوى ابو خضرة " لإعادة تأسيس فروع الاتحاد، وكم كانت المهمه شاقة إلآ أنها كانت تستحق،
واستكمالاً لإلتزامك بهدف إعادة بناء الاتحاد على أرض الوطن وكذلك في فروع الشتات ... أكملت المشوار بالإضافه لموقعك كنائب لرئيسة الاتحاد ... مسؤولة للجنة العلاقات الداخلية.
وكم كنتِ ذات تأثير لدى جميع الاخوات ... فأذكر قولهن على اختلاف انتماءاتهن بأنه أصبح لديهن إدارك ووعي حقيقي بدور الاتحاد وثقله الممكن وآفاق فعله المستقبلي من خلال ما تقدمه الاخت نهاية. كنتِ دائمة التحفيز للفعل ... دائمة الاستنهاض للعمل ... دائمة التبشير بتحقيق اهداف وتطلعات الاتحاد ... واهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والعدالة والمساواة ... دائمة التصويب للاخطاء وبشكل مباشر ودون تأجيل.
قدمتِ رؤيتكِ للبناء التنظيمي للاتحاد انطلاقاً من كون الاتحاد ... اتحاد كل إمرأة فلسطينية ... وانطلاقاً من ضرورات الامتداد القاعدي الجماهيري والذي من شأن انجازه تعزيز الفعل الوطني النضالي وتحقيق التغيير المجتمعي ... عملتِ لتجنيب الاتحاد الكثير من مخاطر استهدافه.
لروحك الطمأنينة ... ولنا الفخر أنك كنتِ أحد المناضلات القياديات اللواتي ارتقين بالاتحاد عبر مسيرة عقودة الخمسة الماضية وبالتحديد ونحن على أبواب الذكرى الخمسون لإنطلاقته ... الذكرى التي حددتِ معالم إحيائها قُبيل وفاتك بأسابيع فقط.
...لقد كنتِ انسانه لا تكل ولا تمل،
...مثابرة ...متابعة ... وعلى تواصل مستمر،
... دائمة التحفيز والدفع الإيجابي،
... تعملي على التقاط الحالات النسوية المميزة وتعززيها بروح وحدوية،
... ايمانكِ ويقينكِ بالاتحاد كإتحاد جماهيري ... إرتبط بالعمل على تحقيق ذلك،
أختي نهاية ... رحلتِ عنا وأُدرك أن في جعبتك الكثير مما وددت أنا شخصيا وغيري لو عرفناه وعايشناه معك، رحلتِ وانت مسكونه بضرورات بناء قواعد الاتحاد في المحليات "الاطر القاعدية"، رحلتِ وفي جعبتك الكثير مما كان ممكن تعلمه ونقله لغيرك، ولكني وأخواتك بالأمانة العامة وفي المجلس الإداري والفروع ومؤتمرات الفروع سنبقى نستوحي من فهمك العميق والمتجذر للإتحاد وبنيته ورؤيتك لدور الإتحاد وآفاقه المستقبلية الكثير الكثير،
لروحك الطاهرة الطمأنينة
ولعائلتك الصبر والسلوان
ولنا فيك وفي ذكراك ... ذكرى مسيرة عطاء ومثابرة وفعل لم ينقطع
رحمك الله
عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية