رضا نتيل عوض الله
بمزيد من الإعتزاز والفخر نؤبن رفيقة النضال والشتات والوطن، الرفيقة الجسورة نهاية محمد، إحدى أبرز رموز الحركة الوطنية والإنسانية والنسوية والثورية، التي كرّست حياتها دفاعاً عن شعبها وعدالة قضيته، وأفنت عمرها من أجل تكريس المساواة بين المرأة والرجل وإعلاء شأن المرأة وإنصاف حقوقها.
عرفتها معلمة في مدارس وكالة غوث اللاجئين في مخيم فلسطين في سوريا ومناضلة في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث كان لها دور بارز في توحيد الصف الفلسطيني في الإتحاد العام للمرأة، ونبذ الانقسام في سوريا، وتجلى هذا الحرص في بقاء الإتحاد موحداً، حيث عملت على ضرورة تمثيل جميع الفصائل في المؤتمر العام الخامس عام 1985، لإنجاح الإتحاد العام للمرأة ونجحت، كيف لا وهي من الرعيل الأول الذي الذي خاض النضال منذ نعومة الاظافر، ومن أول الرفيقات اللاتي انخرطن في درب النضال وسلكت مساراً صعباً ودفعت ثمناً سياسياً قاسياً.
وعلّني أعترف أنه على الرغم من الاختلافات الصحية التي كانت تنشأ فيما بيننا في بعض الأحيان من أجل مصلحة العمل وتقدمه، إلا أن توحدنا على الأهداف والنتائج كان يتفوق على جميع الخلافات.
رحلت الرفيقة نهاية متعجلة الرحيل بصمت، وتوقف هذا القلب المحب للوطن عن الخفقان قبل ان تشهد ما ناضلت لأجله من إنجاز استقلال دولة فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الذين كانت تدافع عن حقوقهم، ودون أن تستقبل الأسرى وهم أحرار من سجون الاحتلال، ودون أن تفرح لوحدة الوطن وإنهاء الانقسام البغيض الذي عملت جاهدة لإنهائه.
نهاية محمد، أنت مفخرة لنا نحن النساء، ولشعبنا المناضل ولفلسطين خاصة والوطن العربي عامة، سنفتقدك كثيراً لكننا لن نقول وداعاً بل يبقى الأمل في الطريق، الذي عبّدناه سوياً والذي سيسير عليه أبناؤنا وبناتنا حتى نحقق لشعبنا النصر والحرية والعدالة الاجتماعية.
عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني