عمر شحادة
نهاية محمد .. اسم يتردد على مسامعنا في ميادين العمل الوطني السياسي والاجتماعي في فلسطين، وفي دوائر العمل النسوي بوصفها نائبة رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
يلتقي الإنسان في حياته اليومية الكثيرين، ورغم لقاءاتنا التي طغت عليها هموم العمل في غمرة مشاغل الحياة الفلسطينية في الوطن المحتل، وقبل أن أعرف دورها في قيادة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، فلم ينته أي لقاء بيننا حتى ولو كان عابراً، إلا وقد تركت هذه المرأة المتميزة، انطباعاً خاصاً وشيئاً من الارتياح والطمأنينة والإحساس بالتقدير والامتنان الذاتي الداخلي، لمنطقها الوطني الصادق والبسيط البعيد عن التكلف، وحديثها المغمس بقضايا الوطن والناس، المفعم بالعدالة في عرض قضاياهم والدفاع عنهم .. نساءً ورجالاً داخل ورش العمل، و داخل قلاع الأسر وخارجها.. في مواقع العمل والمؤسسات وفي ميادين النضال المطلبي والاجتماعي والديمقراطي، ومراكز صرف إعالات البطالة للعاملات والعمال....
وكم تساءلت بيني وبين نفسي، كيف استطاعت هذة المرأة، أن تطور مثل تلك الخصال الإنسانية والنضالية، وفي ميادين النضال النسوي والنقابي والسياسي، التي تشوبها أحياناً كثير من الإدعاءات ونزعات الاستعراض والمراهقة والغرور والاسترجال والفئوية والتعصب وغيرها من رواسب مجتماعتنا المحلية ومظاهر الليبرالية الوافدة.
ما زلت أذكر آخر لقاء جمعنا قبل بضعة اشهر، في مقابلة الرئيس أبو مازن مع ممثلي النقابات والاتحادات الشعبية الفلسطينية في "المقاطعة" بمدينة رام الله، حيث مثلت الرفيقة نهاية محمد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأنا الاتحاد العام للمهندسين، فبدت الرفيقة مبادرة ورصينة جادة ومسؤؤلة في مداخلتها السياسية والاجتماعية والتنظيمية التي طالت هموم الوطن والمواطن ومعالجة مظاهر البيروقراطية السياسية والنقابية دون مجاملات لا معنى لها، وصدقت الرئيس والحضور بأن مظاهر تآكل الثقة الشعبية في السلطة وهيئاتها من القمة إلى القاعدة في تفاقم، ينذر بالخطر الذي يجب مواجهته وعلاجه.
حين رأيتها يوماً تسير في مدينة رام الله بصحبة زوجها الرفيق العزيز "أبو أمجد" وبقية أفراد العائلة الجميلة، انتابني سرور عفوي بهذه العائلة النموذجية، التي تذكرتها قبل أيام في حفل تكريم المناضل بسام الشكعة "أبو نضال" في نابلس، حين قال في معرض كلمته الاختتامية لاحتفال التكريم الذي أقامه له حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، بأنه قرأ: أن القومي الجيد أممي جيد، وأضاف بأنه يعتقد وهو على حق أيضاً كما اعتقد، بأن المواطن الجيد هو انسان جيد. لك الخلود يا رفيقة نهاية .. أيتها المواطنة والانسانة والمناضلة، ومنا الوفاء للأهداف والقيم الوطنية والانسانية التي تجمعنا.
رئيس تحرير مجلة الهدف