زينب الغنيمي- غزة
صديقتنا الغالية "نهاية محمد" رحلت جسداً وستظل روحها خالدة، تحلق حولنا تقترب منا لتربت على أكتافنا بحنان كما اعتادت أن تفعل دائماً، وهي لم تكن أبداً نهاية بل كانت دائماً بداية، بدايةً في كل شيء.
في بداية صفوف المناضلات، في بداية الطليعة مع النسويات القائدات، حتى في موتها لم تكن نهاية، بل كانت بادئةً في جمع صفوفنا نحن اللواتي عرفناها على مدار السنوات الطوال، منا من تصادقن وإياها، أو رافقنها رحلة النضال السياسي، أو من رافقنها في العمل النسوي. في أيام العزاء لرحيل جسدها عن عالمنا بدأت بجمعنا مجدداً رغم اختلاف مشاربنا السياسية، حيث استعدنا واستذكرنا صفحات العمر الذي انقضى والزمن الجميل الذي عشناه وإياها، أوقات الحب والفرح والصداقة والولادة، وويلات الحروب وآلامها، وحزن الاغتراب الدفين، المحكي والمسكوت. عادت نهاية حاضرة بيننا في اجتماعنا على مدار ثلاثة أيام نلتف حولها، حول ذكرياتنا الجميلة معها، ولم يكن صعباً على كل واحدة منّا أن تستحضر الماضي لأن كلّ ما عاصرته نهاية لا يُنسى في حضورها الدائم.
صديقتي نهاية، يا جميلة الروح والقلب، إن موت جسدك لن يجعلنا نهرم، فلازال هناك الكثير من العطاء نعدك أننا سوف نقدمه لنكمل المسيرة على خطاك.
مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة في غزة