نهاية محمد .. اتحادية بامتياز

ماجدة المصري

الرفيقة نهاية، هي قائدتنا النسائية، قائدتي، هي مدرسة في العمل النسائي، التنظيمي والجماهيري والنقابي، كانت لنا، رفيقاتها في الجبهة الديمقراطية، دوماً مرجعاً نثق بصوابية رأيه وحكمته، واحتلت دون منافس موقع الفخر والاعتزاز عند جميع الرفيقات في مختلف الساحات.

تشهد لها مسيرتها الريادية المبكرة، بل رسالة حياتها التي تواصلت وتداخلت مع مختلف مراحل نضال شعبنا وحركته النسائية، وعكست السيرة المشرقة للقائدة نهاية محمد في النضال الوطني والتنظيمي والنسوي، في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة، وفي مختلف فروع الخارج للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية.

نهاية محمد، إتحادية بإمتياز، بكل ما تعنيه كلمة إتحادية من مضامين وقناعات، تجلت في روحها الوحدوية التي عكست الفكر السياسي الذي امتلكت، الذي يرى في الوحدة الوطنية الفلسطينية شرطاً لمواصلة النضال من أجل الحرية والاستقلال. ويرى في وحدة الحركة النسائية الفلسطينية استحقاقاً لا بد منه، لتعبئة وحشد طاقاتها في معركة التحرر الوطني ومعركة النضال من أجل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وتجلت اتحاديتها في أدائها المخلص الغيور المثابر الميداني والمتواصل، رغم المرض وضعف الجسد، المرتبط بدورها الرئيسي التاريخي في الدفاع الواعي عن هوية الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية. هويته الوحدوية الجامعة، وهويته الشعبية الممتدة إلى جميع نساء فلسطين في الوطن والشتات، في الريف والمخيمات وأحياء المدن.

تمكنت ... ومكنت ... بوعي فكري ووضوح رؤيا، من الربط الجدلي المحكم بين الوطني والاجتماعي في العمل النسوي، بانفتاح وموضوعية، دون جمود أو شطط. بوصلتها الثابتة الحقوق الوطنية لشعبنا، والعدالة الاجتماعية والمساواة للمرأة. ولعبت دوراً ريادياً مميزاً في تحويل هذه الرؤيا إلى برامج عمل وأشكال نضال.

هي من نقشت اسمها، بنضالها الممتد وعطائها الواسع المتعدد، في سجل الخالدين والملهمين للأجيال ...

هي أجمل الأمهات ... احتضنت وربت أوفى وأخلص الأبناء ... ورعاها أرقى الأزواج.

نهاية ...  يا راسمة الورد وزارعة المحبة والتسامح والأمل.

لروحك السلام ... ولك مني كل الحب والعهد على الوفاء.

 

                                                           عضو المكتب السياسي

 للجبهة الديمقراطية لتحيرير فلسطين


 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *