( نبضات لذكرى سيدة البدايات الجميلة نهاية محمد)
عدنان الصباح-جنين
لم يقرؤوا كتابك الجميل جيدا
لم يكتبوك للشمس حروفا
لم يدركوا نهارك المعتق بالقلوب جيدا
وجيدا كانوا بعيدا عنك
لم يحملوك لصورة الغلاف
ولم يصر وجهك الجميل تعويذة للصغار
فلم تكوني نهاية محمد
بل نهاية البشاعة
نهاية طريق الجبن
نموذج الجمال والشجاعة
لو
لو يا صديقتي
لو أنهم استفاقوا باكرا
قبل بداية المغيب
لزرعنا صورتك عند أسرة الأطفال
وهمسنا بنغمات اسمك لكل طفل وطفلة
قلنا لهم
هذي ترانيم الجمال
هذي نموذجها الطريق إلى النهار
كثيرا سافرتُ
لم يكن نعشي معي
ولم تكن قصائدي
فعلى الدروب كل وجوه الفقراء والغرباء قصائد
وقرأت فيما قرأت آلاف الوجوه قبل أن ألقاك
لأقرأ أجمل الأسفار في أجمل الوجوه
لم أكن ادري أن للجمال تضاريس لم اعرفها بعد
وخفايا لا تقرأ بالعيون
وان الوجوه حكايات بلد وناس وقضية
وللنساء وجوها أعمق من وجوه الجلد
وكنت قلت إن أدوات المكياج لا تصنع جميلا
وإنما تخفي البشاعة
لحظة وتعود
إلى أن رايتك
لاكتشف أن العيون وحدها لا ترى
وان المرور العابر من الدرب
لا يصوغ رؤيا
يا جميلتي أنت
شكرا لك
لأنني على يديك اهتديت إلى الجمال
وعلى يديك اهتديت إلى الصور الجميلة في المثال
وكيف تصير المرأة طودا
ويتقازم بجانبها الرجال
وكيف الصدق لا يغيب إن ارتأت امرأة واحدة
تحقيق المثال عن الفرق بين الحقيقة والخيال
يا خيمة النساء... مظلة الفقراء
قصيدة المسافرين للنهار
أيقونة البسطاء
لماذا خبأت عنا وجهك الجميل طويلا
وتركتنا حائرين دون إجابة
أكان هذا امتحانا لنا
وكيف يمتحن تلاميذ الجمال بعلم لم يقرأوه
أكان هذا رسالة
وكيف ستصل رسالة بهذا العمق
يا ترنيمة الحضور والإياب أنت
اعذريني لأنني لم آت إلى هناك
لأحضر انحناءة التراب إليك ليحضنك
ولم أر كيف ارتفع التراب لمستواك
ليحضن شتلة للورد في ارض البلد
فسامحيني
لأنني تغيبت عن احتفال غرسك
والغرس في التراب في عرف الفقراء عرس
سامحيني
لو أمسكت بأغصان وردك
ونثرتها على حيطان البلد
فأنت شتلة للورد
للريحان... للعبق الجميل
ستبدأ ذات يوم من جديد
وسيقرأ الأطفال أصحابي غدا
جمال عطرك عابقا تفوح به كل حبات التراب
وسيخجل الشعراء حينها... يعتزلون الشعر
ينصبون مشانقهم للقصائد التي ماتت على قدميك
حين يقرؤون قصيدتك بالورد مرسوما
بعيون ذاك الذي بنيت معه للفكرة مجد
شاعر وكاتب فلسطيني